بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد إخواني أخواتي لي أن أقدم لكم سلسلة متمثلة في شخصيات جزائرية عرفت بمحافظتها على قيم دينها أثناء الإستعمار الفرنسي الغاشم و منها أسسوا جمعية العلماء المسلمين و البداية ستكون مع رمز عرف بالعلم النافع و منه صبحت ذكرى وفاته يوما وطنيا و هو أفريل و لكم نبذة على حياته
عبد الحميد بن باديس(4 1889م: 1940م)
(سيرة عالم شُغل ببناء الإنسان عن تأليف الكتب)
إن رجلا يقول عن أمته "إن الأمة الجزائرية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا لو أرادت، بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد...، في لغتها، وفي أخلاقها، وعنصرها، وفي دينها، لا تريد أن تندمج ولها وطن معين هو الوطن الجزائري"...لهو رجل يقظ عقله نقية سريرته... بسيرته تنهض الأمة...فمن يا ترى يكون عبد الحميد بن باديس؟
قبس من نشأته
هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس ولد فى مدينة قسطنطينة في (11من ربيع الآخر 1307هـ = 4 من ديسمبر 1889م)، ونشأ في أسرة كريمة ذات عراقة وثراء ودين، فأبوه كان حافظًا للقرآن، ويُعد من أعيان المدينة، وعُرف بدفاعه عن حقوق المسلمين في الجزائر، وينتمي إلى أسرة مشهورة في الشمال الإفريقي اشتهر من رجالها "المعز بن باديس" (398-454هـ = 1008- 1062م)، الذي انفصل بالدولة الصنهاجية عن الدولة الفاطمية، وأعلن مذهب أهل السنة والجماعة مذهبًا للدولة.
حفظ القرآن وهو في الثالثة عشرة من عمره، ثم انتقل إلى العالم الكبير "حمدان الونيسي" بجامع سيدي محمد النجار، وتلقى منه العلوم العربية والإسلامية، وكان لهذا العالم أثر ايجابي فى نفس صاحبنا...ودلالة ذلك أن أراد ابن باديس الهجرة إلى المدينة المنورة ليلحق بشيخه هناك لكن والده منعه من ذلك لصغر سنه، وبعث به إلى تونس لاستكمال دراسته في جامع الزيتونة، وكانت منارة العلم في الشمال الإفريقي، وتلقى العلم في الزيتونة على جماعة من كبار العلماء البارزين، فلازم العلامة محمد الطاهر بن عاشور، وأخذ عنه الأدب، وكان له تأثير كبير عليه عبر عنه ابن باديس بقوله: "بث فيّ روحًا جديدة في فهم المنظوم والمنثور، وأحيت مني الشعور بعز العروبة والاعتزاز بها، كما أعتز بالإسلام".
أساتذته
تأثر ابن باديس بمجموعة من العلماء كان منهم
* حمدان الونيسى حيث تلقى منه العلوم الإسلامية كما مر بنا.
* محمد الطاهر بن عاشور حيث تلقى منه علوم اللغة والأدب.
* محمد النخلي القيرواني حيث تلقى منه دروسا فى ما يحيى القلوب من رقائق.
* البشير صعز"، حيث تلقى منه دروسا فى التاريخ.
* حسين أحمد المدني" عالم الهند الكبير الذى نصحه بخدمة الإسلام فى الجزائر لأنه فى حاجة إلى أمثاله.
* البشير الإبراهيمي" وهو رفيق دربه في الذَّود عن الإسلام واللغة العربية في الجزائر.
* محمد نجيب المطيعي حيث التقاه ونهل منه بعض الحكمة.
*والشيخ أبو الفضل الجيزاوي التقاه.
من بعض جهوده
* حين عاد إلى الجزائر عزم على بعث نهضة علمية جديدة، فألقى دروسه في الجامع الكبير بقسطنطينة وفي الجامع الأخضر، وعاد بالناس المحرومين إلى رياض القرآن الوارفة الظلال حيث ألقى دروسه في تفسير القرآن بالجامع الأخضر، فاستمع إليه المئات، وجذبهم حديثه العذب، ونظراته الدقيقة، وفكره المتّقد، واتخذ ابن باديس من هذا المسجد مدرسةً لتكوين القادة وإعداد النخبة التي حملت مشعل الإصلاح، وأخذت بيد الأمة إلى الطريق المستقيم، وكان يبدأ دروسه بعد صلاة الفجر، ويقضي نهاره معلمًا الأطفال الدينَ وعلوم العربية حتى بعد صلاة العشاء، ثم يستأنف دروسَه في تفسير القرآن الكريم من التاسعة مساءً حتَّى منتصف الليل للكبار، وداعيًا إياهم إلى الالتزام بالدين وتغيير ما بأنفسهم حتى يغير الله ما بهم.
* قاوم ابن باديس بعض أصحاب الطرق الصوفية في الجزائر الذين اتخذهم الاستعمار الفرنسي وسيلةً للسيطرة على عقول الشعب الجزائري، ووصفهم بأنهم ابتدعوا أعمالاً وعقائد من عند أنفسهم، معتقدين أنهم يتقربون بها إلى الله.
* أتم تفسير القران فى دروسه على حلقات متصلة استمرت خمس وعشرين سنة، واحتفلت الجزائر بختمه احتفالاً قوميًا في قسطنطينة في (13 من ربيع الآخر 1357هـ = 12 من يونيو 1938م).
* أنشأ مكتب كان نواةً للتعليم الابتدائي فوق مسجد سيدي بومعزة، ثم انتقل إلى مبنى الجمعية الخيرية الإسلامية التي تأسست سنة (1336هـ = 1917م)، ثم تطوَّر هذا المكتب إلى مدرسةٍ عصريةٍ كبيرةٍ تتسع لأعداد كبيرة من الأطفال.
* أسس جمعية التربية والتعليم الإسلامية في سنة (1349هـ =1931م ؛ بهدف نشر الأخلاق الفاضلة والمعارف الدينية والعربية، والصنائع والحرف اليدوية، واستعان في سبيل تحقيق ذلك بإنشاء:
** مدرسة للتعليم.
** وملجأٍ للأيتام.
** ونادٍ للمحاضرات.
** ومصنع لتعليم الحرف.
و قد انشأ عبد الحميد بمساعي الجمعية تلك 170 مدرسة بالإضافة إلى كتاتيب انتشرت في كل مكان و التي اخذ الفرنسيون بمحاربتها من كل اتجاه، وكانت الجمعية ترسل النابغين من طلابها الذين واصلوا التعليم لاستكمال دراستهم في بعض جامعات الدول الإسلامية، كما كانت الجمعية تُعفى البنات من مصروفات التعليم، ويتعلَّمن بالمجَّان، تشجيعا لهن على التعليم. أما البَنون فلا يُعفى منهم إلا غير القادرين.
* أنشأ لجنةً من أعضاء جمعية التربية والتعليم تُعنى بالطلبة، وتساعد المحتاجين منهم من الصندوق المالي المخصص لهذه المهمة، وكان يموَّل من تبرعات الأسخياء والمحسنين الذين شجعتهم أعمال الشيخ وجهوده التعليمية على التبرع لرعاية الطلاب.
* أصدر جريدة المنتقد سنة (1345هـ = 1925م) ورأس تحريرها، لكن المحتل عطلها، فأصدر جريدة الشهاب في السنة نفسها، وعمد "ابن باديس" إلى استغلالها في توسيع دائرة نشاطه التعليمي، ليشمل أكبر عدد ممكن من الناس، فخصص افتتاحياتها لنشر مختارات من دروسه في التفسير والحديث، تحت عنوان: "مجالس التذكير"، واستمرت الشهاب في الصدور حتى سنة (1358هـ = 1939م).
* ودعا إلى عقد مؤتمر إسلامي في الجزائر سنة (1355هـ = 1936م)؛ للحيلولة دون تنفيذ مؤامرة إدماج الشعب الجزائري المسلم في الأمة الفرنسية المسيحية، التي كان ينادي بها بعض نواب الأمة الجزائريين، ورجال السياسة الموالين لفرنسا، ونجح "ابن باديس" ورفاقه في القضاء على هذه الفكرة الخبيثة، وإفشال فكرة الاندماج مع فرنسا التي خُدع بها بعض الجزائريين.
يتبع
الثلاثاء أبريل 28, 2009 8:45 am من طرف أيسه
» حكمة اليوم
الإثنين أبريل 27, 2009 2:42 pm من طرف amr.elsweedy
» مرحبا شريف
السبت أبريل 25, 2009 11:55 am من طرف روضة
» فا علم أنه لآ إله إلا الله
الجمعة أبريل 24, 2009 5:12 pm من طرف أم سلوان
» احذروا أخواتى من هذة الكلمات............
الجمعة أبريل 24, 2009 11:43 am من طرف رجاء الصالحين
» مواقع للفائدة
الجمعة أبريل 24, 2009 11:22 am من طرف رجاء الصالحين
» فلينظر الأنسان مم خلق
الجمعة أبريل 24, 2009 8:41 am من طرف nouralimen
» طبق كل بيت مسلم
الجمعة أبريل 24, 2009 8:01 am من طرف nouralimen
» قصة الأكياس والوزراء الثلاثة
الجمعة أبريل 24, 2009 7:50 am من طرف nouralimen