قلنا: إن النصيحة واجبة بين المؤمنين .. وبدون النصح و النقد البناء لن يتقدم الفرد .. أو يزدهر مجتمع .. أو تتميز أمة
و طالبناك عزيزى القارئأن تقدم النصح للأخرين بشرط أن يكون النصح جميل لا يجرح أو يخدش من كرامة المرء.
ولكن إذا احببنا أن نضع أنفسنا فى الموقف العكسى , أى: كنا نحن الواقعين تحت سهام النقد , ترى هل سنفتح قلوبنا و عقولنا للنقد أم أننا سنضيق به, منشخذ الهمة لتفنيده و النيل من الشخص الذى تجرأ على نقدنا؟؟
كثير منا سيرحب بالنقد.. ويشترط أن يكون نقداً بناءً.. لكن التجارب اثبتت أن هذا ادعاء بعيد عن الحقيقة !!! وأن معظم البسر لديهم حساسية ضد النقد.. ولو كان بناءً كما تزعم!!.
لماذا نرفض النقد؟!
يقول الشاعر:
رب أخلاق صانها من فساد
خوف اصحاب من النقاد
وأذا لم يكن هناك نقد
عم سوء الأخلاق أهل البلاد
بلرغم من أن الأنسان يجب أن ينظر الى انجازاته و إنتاجه على أنها شىء ليس بلكامل ويحرض الأخر على نقض العمل و تطويره إلا أننا لا نملك اليقظة النقدية التى تجعلنا نتعامل مع انجازاتنا بهذه الرؤية بل إننا ننظر على النقد الموجه لشىء يتصل بنا على أنه نقد لذواتنا و نرى فيه تجرأ على الكرامة الشخصية!!
فلماذا نرفض النقد على على الرغم من كونه ينقى ذواتنا و اعمالنا و يدفعنا إلى المثالية ؟!
فى احيان كثيرة لا نقبل بلنقد لأنه سيجعلنا نخسر بعض المكاسب ألتى حصلنا عليها من رواء اوضاع مغشوشة.
و أحياناً نرفض النقد لأننا لا نثق بالذى ينقد أو لا نرتاح اليه و أحياناً نرفض النقد لأن قبوله سيعنى التغيير و التطوير و هذا لا يتم من غير بذل جهد و نحن غير مستعدين للقيام بأى شىء اضافى . بعض الناس يرفض النقد لأن لديه نوعاً من الإعجاب بالذات و الإستبداد بالرأى و هذا يجعله يستخف بما يسمعه من الأخرين...
كيف نقبل النقد؟
نقبل النقد عندما .. نعلم .. و ندرك.. و نفهم
أننا لسنا ملائكة و أننا نخطىء و نسهو.. أن النقد فى حقيقة المره تحقيق لإنسانية الإنسان.
إن هناك فى أى موضوع وجهة نظر أخرى و حقائق غائبة و معلومات غير متوفرة و أننا يجب أن نراعى و نحن نبنئ أرائنا أنها قابلة للتغيير و التطوير و المراجعة و التدقيق.
إن النقد مراَه تكشف لنا ما لا نراه من خلل فى ذواتنا.
إن النقد هو كشف عن مساحات الخير و الجمال فى نفس الشخص المنقود لا العكس..
إن النقد لا يعنى بالضرورة أننا سيئون و بأننا لا نصلح للمهمة التى وكلنا بها.
أن النقد هدية و دفعة للرقى كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب(رضى الله عنه
(رحم الله امرأً أهدى إليعيوبى)
وأخيراً سنقبل النقد عندما نخشى ألا يسدى الناس لنا النصح مخافة غضبنا و عبوسنا و رفضنا لهم و يتركونا فى وهم الكمال و التميز و التفرد و نكون كصاحب الشاعر الذى قال فيه:
تنخلت ارائى و سقت نصيحتى
إلى غير طلق للنصح ولا هش
فلما ابى نصحى سلكت سبيله
واوسعته من قول زور و من غش
انواع النقد الذى يقابلك
1 النقد البناء و هو النقد المطلوب الذى لا مغزى من ورائه سوى تقويم اعوجاج و تهذيب مسلك.
2 النقد المعوج و أقصد به النقد الذى ينبع من جاهل لا يعرف حدود المسألة و لا ابعادها فهو ينقد من أجل النقد أو من أجل اشباع شهوة لديه.
3 النقد القاسى و الذى ربما كان نقداً صحيحاً لكنه يقال بأسلوب شديد وبلهجة قاصية.
4النقد الجائر و هو النقد الذى يوجه إلى شخصك مباشر و هو نقد مخالف للواقع ملىء بالكذب و الأباطيل فهو لا يسند إلى حقائق و لا يريد أن يعترف بالحقائق .
موقف الرد على النقد:
انظر للرسول (ص)
حينما كان يقسم التبر و الغنائم و هو فى حجر بلال فقال رجل: اعدل يا محمد ! فاءنك لم تعدل فقال ويلك و من يعدل بعدى إذا لم اعدل
)رواه بن ماجه و صححه الألبانى(
الخلاصة
إن كل الأشجار تموت واقفة شامخة لأن موتها لا يكون فى سقوطها على الأرض ولكن فى انقطاع مادة الحياه عنها و فى عجزها عن التكيف مع الظروف المحيطة بها و رفض النقد هو رفض للتلائم مع متطلبات الحياه و رفض لمراجعة الرؤى و المناهج و الأفكار و ينبئء باننا نخطو نحو النهاية
فحاذر أن تصل إلى مرحلة التخشب و أنت لا تدرى!!
الثلاثاء أبريل 28, 2009 8:45 am من طرف أيسه
» حكمة اليوم
الإثنين أبريل 27, 2009 2:42 pm من طرف amr.elsweedy
» مرحبا شريف
السبت أبريل 25, 2009 11:55 am من طرف روضة
» فا علم أنه لآ إله إلا الله
الجمعة أبريل 24, 2009 5:12 pm من طرف أم سلوان
» احذروا أخواتى من هذة الكلمات............
الجمعة أبريل 24, 2009 11:43 am من طرف رجاء الصالحين
» مواقع للفائدة
الجمعة أبريل 24, 2009 11:22 am من طرف رجاء الصالحين
» فلينظر الأنسان مم خلق
الجمعة أبريل 24, 2009 8:41 am من طرف nouralimen
» طبق كل بيت مسلم
الجمعة أبريل 24, 2009 8:01 am من طرف nouralimen
» قصة الأكياس والوزراء الثلاثة
الجمعة أبريل 24, 2009 7:50 am من طرف nouralimen