التضرع إلى الله بالدعاء للميت
من " كتاب أحكام الجنائز"
فضيلة الشيخ " محمد حسان "
من " كتاب أحكام الجنائز"
فضيلة الشيخ " محمد حسان "
على من حضر الميت أن يتضرع إلى الله _ عز وجل _ بالدعاء له ، ولا يقول فى حضرته إلا خيراَ لحديث أم سلمه _ رضى الله عنها_ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا ، فإذ الملائكة يؤمنون على ما تقولون ))
والحديث رواه مسلم والبيهقى .
يعنى : لو مات الميت فلا تقل إلا خيرا َ ، لو صرخت المرأة فى البيت وقالت : (يا سبعى يا جملى ) تؤمن الملائكة على هذا القول ولا ينتفى الوزر عن الميت ، إلا إذا أوصى وتبرأ منكل ما يخالف الشرع .
فاكتب وصيتك من الآن ولا تسوف ، فإن الموت يأتى بغتة ، أوص بكل ما تريد ، تبرأ من كل مخالفه يرتكبها الأهل بعد الموت ، فربما ترى من أهلك من يصر على أن يصنع لك صوانا ، أو خيمة ضخمة ، وينفق من أموال اليتامى ما لايحق له بحال ، فهذا أكل لمال اليتامى بالباطل والظلم ، والله تعالى يتوعد من أكل أموال اليتامى بوعد شديد يقول سبحانه :
(( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماَ)) النساء /10
وهذا من الظلم أن تنفق لما بعد الموت من مال اليتامى بغير الحق
(( إنما يأكلون فى بطونهم ناراَ وسيصلون سعيراَ)) النساء /10
والتلقين ، تلقين الميت : المراد به أن تقول له : قل : لا إله إلا الله وهو يحتضر ، وليس التلقين بعد الدفن ؛ لأن تلقين الميت بعد الدفن فى القبر ليس من السنة ، ولم يثبت هذا عن صاحب السنة صلى الله عليه وسلم .
إنما التلقين إذا نام الميت على فراش الموت ، واحتضر تلقنه لا إله إلا الله ؛لينطق بها ،ليرددها خلفك ، ليقول هو بلسانه : لا إله إلا الله.
أما التلقين فى القبر بعد الموت فلم يثبت هذا عن الصادق المصدوق الذى لاينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ، والرواية الواردة فى هذا الباب رواية لاتصح بحال عن النبى المختار صلى الله عليه وسلم .
قال صلى الله عليه وسلم كما فى حديث أنس الذى رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح على شرط مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد- أى زار- رجلا فقال النبى صلى الله عليه وسلم له ( يا خال قل : لاإله إلا الله ، قل لا إله إلا الله)).
وأود أن أذكر أيضا أن المحتضر إذا قال : لاإله إلا الله مرة فكفى لا ينبغى أن نلح عليه ؛ ليكررها فإذا قالها ، فليمت بعدها ، حتى ولو طال وقت الموت فهذا هو آخر كلامه فى الدنيا ، فالنبى صلى الله عليه وسلم يقول له : (( يا خال قل : لا إله إلا الله)) فقال : - أى هذا المحتضر -: أخال أم عم ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : (( لابل خال )) فقال للنبى صلى الله عليه وسلم : فخير لى أن اقول لا إله إلا الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (( نعم )).
أما قراءة سورة (( يس )) عند الميت أثناء الاحتضار ، بل وحتى توجيه الميت نحو القبله ، فلم يثبت هذا ولم يصح عن النبى صلى الله عليه وسلم.
ففى أى موضع كان الميت فى بيته ، فى فراشه ، فلا حرج على الإطلاق ، لاتوجه السرير ، ولا توجه الميت ، فالميت أصلا موحد مسلم لايحتاج أ، نثبت له إسلامه بعد الموت لتوجيهه نحو القبلة ، فهذا من التكلف الذى نهى عنه النبى صلى الله عليه وسلم وهذا ما اعتاد عليه جل المسلمين .
على أى موضع مات الميت فليبق على موضعه ، حتى يجهز ويغسل ، ويدفن لاحرج ، فلم يثبت أبدا عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه أمر بتوجيه الميت نحو القبلة ، لم يثبت هذا ، ولم يصح عن النبى صلى الله عليه وسلم.
بل لقد كره إمام التابعين سعيد بن المسيب ذلك وقال قولة جميلة :
أليس الميت امرءاَ مسلما .
ما دام لم يثبت هذا عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فلا ينبغى أن نتكلف مالم يفعله الحبيب صلى الله عليه وسلم .
ولا بأس على الأطلاق ، فى أن يحضر مسلم ، وفاة رجل كافر؛ ليلقنه الشهادة ، لعل الله أن يرزقه الشهادة.
إن كان لك جار يهودى أو نصرانى ، وسمعت أنه يحتضر ، لابأس عليك أن تسرع إليه بنية أن تذكره بالإسلام وبالتوحيد ،
(( لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ))
والدليل على ذلك : ما رواه البخارى وأحمد والحاكم ، وغيرهم من حديث أنس – رضى الله عنه- قال : كان غلام يهودى يخدم النبى صلى الله عليه وسلم فمرض الغلام ، فأتاه النبى صلى الله عليه وسلم يعوده – أى يزوره – فقعد النبى صلى الله عليه وسلم عند رأسه وقال له صلى الله عليه وسلم : " أسلم " أى قل لاإله إلا الله ، فنظر الغلام إلى أبيه وهو رجل يهودى هة الآخر فقال الأب لولده : أطع أبا القاسم ، فأسلم الغلام فخرج النبى صلى الله عليه وسلم من عند الغلام وهويقول : (( الحمد لله الذى أنقذه من النار ))
وصدق ربى وهو العزيز الغفار إذ يقول فى حق نينا ، وهو النبى المختار )) بالمؤمنين رءو رحيم )) ] التوبه /128 [
وصدق ربى إذ يقول : (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) ] الأنبياء /107[
فهو رحمة للمؤمنين ، بل ورحمة للعالمين من المشركين والمسلمين فمن آمن به فقد رحم فى الدنيا والآخرة ، ومن كفر به فقد رحم فى الدنيا من عذاب الله ثم بعد ذلك- إن شاء الله – ينال هذا الكافر عذابه فى الآخره ، فالأمر يرجع إلى مشيئة الله تبارك وتعالى فى كل وقت ، وفى كل حال.
فلما مات الغلام اليهودى قال النبى صلى الله عليه وسلم : (( صلوا على صاحبكم )) هذا هو الحكم الأول من أحكام الجنائز بالنسه للمحتضر.
استودعكم الله ونلتقى قريبا فى الحكم الثانى وهو
" ما الذى يجب على أهل الميت بعد موته ؟"
الثلاثاء أبريل 28, 2009 8:45 am من طرف أيسه
» حكمة اليوم
الإثنين أبريل 27, 2009 2:42 pm من طرف amr.elsweedy
» مرحبا شريف
السبت أبريل 25, 2009 11:55 am من طرف روضة
» فا علم أنه لآ إله إلا الله
الجمعة أبريل 24, 2009 5:12 pm من طرف أم سلوان
» احذروا أخواتى من هذة الكلمات............
الجمعة أبريل 24, 2009 11:43 am من طرف رجاء الصالحين
» مواقع للفائدة
الجمعة أبريل 24, 2009 11:22 am من طرف رجاء الصالحين
» فلينظر الأنسان مم خلق
الجمعة أبريل 24, 2009 8:41 am من طرف nouralimen
» طبق كل بيت مسلم
الجمعة أبريل 24, 2009 8:01 am من طرف nouralimen
» قصة الأكياس والوزراء الثلاثة
الجمعة أبريل 24, 2009 7:50 am من طرف nouralimen