من طرف رجاء الصالحين الخميس أبريل 02, 2009 7:49 am
سبب النزول:
نزول الآية (10، 12):
أخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب قال: لما نزل قوله: {أئنا لمردودون في الحافرة}؟ قال كفار قريش: لئن حيينا بعد الموت لنخسرن، فنزلت: {قالوا: تلك إذاً كرة خاسرة}.
{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} أي أقسمُ بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعاً بالغاً أقصى الغاية في الشدة والعسر {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} أي وأُقسمُ بالملائكة التي تنزع أرواح المؤمنين بسهولةٍ ويسر، وتسلُّها سَلاًّ رفيقاً، قال ابن مسعود: إِن ملكَ الموت وأعوانه ينزعون روح الكافر كما ينزع السَّفود - سيخ الحديد - الكثير الشُعب من الصوف المبتلّ، فتخرج نفس الكافر كالغريق في الماء، وينزع روح المؤمن برفق ولين، ويقبضها كما ينشط العِقال من يد البعير، قال ابن كثير: أقسم سبحانه بالملائكة حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعسر فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولة وكأنهما حلَّته من نشاط {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا} أي وأقسم بالملائكة التي تنزل بأمر الله ووحيه من السماء كالذي يسبح في الماء، مسرعين لتنفيذ أمر الله {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا} أي الملائكة التي تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} أي الملائكة تدبّر شؤون الكون بأمره تعالى، في الرياح، والأمطار، والأرزاق، والأعمار، وغير ذلك من شؤون الدنيا، أقسم سبحانه بهذه الأصناف الخمسة على أن القيامة حق، وجواب القسم محذوف تقديره: لتبعثنَّ ولتحاسبنَّ، وقد دل عليه قوله {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} أي يوم ينفخ في الصُّور النفخة الأولى التي يرتجف ويتزلزل لها كل شيء، تتبعها النفخة الثانية وهي نفخة القيامة من القبور، قال ابن عباس: الراجفة والرادفة هما النفختان الأولى والثانية، أما الأولى فتميت كل شيء بإذن الله تعالى، وأما الثانية فتحيي كل شيء بإذن الله تعالى .. ثم ذكر تعالى حالة المكذبين وما يلقونه من الشدائد والأهوال فقال {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ} أي قلوب الكفار في ذلك اليوم خائفة وجلة مضطربة {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} أي أبصار أصحابها ذليلة حقيرة مما عاينت من الأهوال {يَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} أي يقولون في الدنيا استهزاءً واستبعاداً للبعث: أنُرَدُّ بعد الموت فنصير أحياء بعد فنائنا ونرجع كما كنا أول مرة؟ قال القرطبي: إذا قيل لهم؟ إِنكم تبعثون قالوا منكرين متعجبين: أنردُّ بعد موتنا إِلى أول الأمر، فنعود أحياء كما كنا قبل الموت؟ والعرب تقول: رجع فلان في حافرته أي رجع من حيث جاء {أَءذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً} أي هل إِذا صرنا عظاماً بالية متفتتة سنرد ونبعث من جديد؟ {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} أي إِن كان البعث حقاً، وبعثنا بعد موتنا فسوف نكون من الخاسرين لأننا من أهل النار، قال تعالى {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} أي فإِنما هي صيحة واحدة، يُنفخ فيها في الصور للقيام من القبور {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} أي فإِذا الخلائق جميعاً على وجه الأرض بعدما كانوا في بطنها.
تهديد كفار قريش بما حل بقوم موسى عليه السلام
{هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى(15)إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى(16)اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى(17)فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى(1وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى(19)فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى(20)فَكَذَّبَ وَعَصَى(21)ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى(22)فَحَشَرَ فَنَادَى(23)فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى(24)فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى(25)إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى(26)}
ثم ذكر تعالى قصة موسى مع فرعون تسليةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتحذيراً لقومه أن يحل بهم ما حلَّ بالطغاة المكذبين من قوم فرعون فقال {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} أسلوب تشويق وترغيب لسماع القصة أي هل جاءك يا محمد خبر موسى الكليم؟ {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى} أي حين ناجاه ربه بالوادي المطهَّر المبارك المسمَّى {طُوًى} في أسفل جبل طور سيناء، قائلاً له {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} أي اذهب إِلى فرعون الطاغية الجبار، الذي جاوز الحدَّ في الظلم والطغيان {فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى}؟ أي هل لك رغبةٌ وميلٌ إِلى أن تتطهر من الذنوب والآثام؟ {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} أي وأرشدك إِلى معرفة ربك وطاعته فتتقيه وتخشاه؟ قال الزمخشري: ذكر الخشية لأنها ملاك الأمر، من خشي الله أتى منه كل خير، وبدأ مخاطبته بالاستفهام الذي معناه العَرض كما يقول الرجل لضيفه: هل لك أن تنزل بنا؟ وأردفه الكلام الرفيق الرقيق ليستدعيه بالتلطف، ويستنزله بالمداراة عن عتوه كما في قوله تعالى {فقولا له قولاً ليناً} {فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى} في الكلام محذوف أي فذهب موسى إِليه ودعاه وكلَّمه، فلما امتنع عن الإِيمان أراه المعجزة الكبرى، وهي قلب العصا حيةً تسعى، قال القرطبي: أراه العلامة العظمى وهي المعجزة، قال ابن عباس: هي العصا {فَكَذَّبَ وَعَصَى} أي فكذب فرعون نبيَّ الله موسى، وعصى أمر الله بعد ظهور تلك المعجزة الباهرة {ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى} أي ولّى مدبراً هارباً من الحية، يُسرع في مشيه من هول ما رأى {فَحَشَرَ فَنَادَى} أي فجمع السحرة والجنود والأتباع، ووقف خطيباً في الناس {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} أي فقال لهم بصوت عال: أنا ربكم المعبود العظيم الذي لا ربَّ فوقي {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى} أي فأهلكه الله عقوبةً له على مقالته الأخيرة {أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى} والأولى وهي قوله {ما علمتُ لكم من إِله غيري} {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى} أي إِن فيما ذكر من قصة فرعون وطغيانه، وما حلَّ به من العذاب والنكال، لعظة واعتباراً لمن يخاف الله عز وجل ويخشى عقابه
الثلاثاء أبريل 28, 2009 8:45 am من طرف أيسه
» حكمة اليوم
الإثنين أبريل 27, 2009 2:42 pm من طرف amr.elsweedy
» مرحبا شريف
السبت أبريل 25, 2009 11:55 am من طرف روضة
» فا علم أنه لآ إله إلا الله
الجمعة أبريل 24, 2009 5:12 pm من طرف أم سلوان
» احذروا أخواتى من هذة الكلمات............
الجمعة أبريل 24, 2009 11:43 am من طرف رجاء الصالحين
» مواقع للفائدة
الجمعة أبريل 24, 2009 11:22 am من طرف رجاء الصالحين
» فلينظر الأنسان مم خلق
الجمعة أبريل 24, 2009 8:41 am من طرف nouralimen
» طبق كل بيت مسلم
الجمعة أبريل 24, 2009 8:01 am من طرف nouralimen
» قصة الأكياس والوزراء الثلاثة
الجمعة أبريل 24, 2009 7:50 am من طرف nouralimen